عن الحياة ويكتفي
بالإيمان المجرَّد الذي يقصره البعض وفق نظره القاصر علىٰ الاعتقاد القلبي أو التلفظ اللساني ، وإنّما يُريد المؤمن أن يترجم إيمانه إلىٰ عمل صالح يحقق النقلة الحضارية التي تتطلع إليها الاُمّة الإسلامية كأُمّة رائدة.
ومن يتدبر في قوله تعالىٰ : (
.. وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) ، يلاحظ أنه استعمل لفظة « كيف » ولم يقل « كم »
تعملون ، لأن الأهم هو نوعية العمل وأبعاده الحضارية وليس كميته. فمبيت الإمام علي عليهالسلام
ـ علىٰ سبيل المثال ـ ليلة واحدة في فراش الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
أنقذت الرسول والرسالة ، وضربته يوم الخندق كانت تعادل عبادة الثقلين !.
فالإنسان يرتفع بنوعية العمل الذي ينجزه
علىٰ صعيد الواقع ، ومن هنا ركّزت مدرسة أهل البيت عليهمالسلام
علىٰ « الثنائي الحضاري » المتمثل بالإيمان المقترن بالعمل ، وفي هذا الصدد قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: «
لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل.. يحبُّ الصالحين ولا يعملُ عملهم... »
.
ومن المعروف أنّ بعض الناس يتّكلون
علىٰ أحسابهم الرّفيعة في كسب المكانة الاجتماعية ، ولكن الإمام علياً عليهالسلام
ركّز علىٰ مقياس العمل وأعطاه الأولوية في تكامل الإنسان ورفعته ، فقال عليهالسلام
: «
من أبطأ به عمله ، لم يسرع به حسبه » .
وكان أئمة أهل البيت عليهمالسلام
علىٰ الرغم من شرف حسبهم ، وسمو
______________