مقدّمة جيشه إلى
الشام : « ... واعلم
أنَّك إنْ لم تردَعْ نفسك عن كثير ممَّا تُحبُّ ، مخافة مكروه ، سمت بك الأهواء
إلى كثير من الضرر ، فكن لنفسك مانعا رادعا ... »
.
ومن كتاب له عليهالسلام كان قد وجّهه إلى معاوية ، كشف له فيه
عن سر تمرّده على القيادة الشرعية ، المتمثل في انحرافاته النفسية ، فقال له : « فإنَّ نفسك قد
أولجتك شرا ، وأقحمتك غيّا ، وأوردتك المهالك ، وأوعرت عليك المسالك »
.
فالانحراف النفسي له عواقب جسيمة ، وخاصة
من الذين يتصدّون لدفّة القيادة بدون شرعية وجدارة.
وكان أهل البيت عليهمالسلام مع عصمتهم المعروفة يطلبون من اللّه تعالى
العون على أنفسهم ، تعليما وتهذيبا لغيرهم ، وممّا جاء من دعاء الإمام زين
العابدين عليهالسلام : « ... وأوهن قوّتنا
عمّا يُسخطك علينا ، ولا تخلِّ في ذلك بين نفوسنا واختيارها ، فإنها مختارة للباطل
إلاّ ما وفّقت ، أمّارة بالسوة إلاّ ما رحمت »
.
ونستنتج من كلِّ ذلك ، أنّه لا يتم بناء
الإنسان إلاّ بالسيطرة على النفس وهو ما سيأتي الحديث عنه.
ثالثا
: إنّ العقيدة الإسلامية حرَّرت الإنسان
من عبادة الطبيعة ومن تقديس ظواهرها ، ومن الخوف منها ، يقول تعالى : « ومِن آياتِهِ الليلُ
__________________