واميّة ومن لفّ لفّهم وحذا حذوهم ، وجرّ ذلك الويلات على الإسلام والمسلمين ، فقتل أمير المؤمنين عليهالسلام في محرابه ، وسمّ الإمام المجتبى عليهالسلام بتدبير معاوية الأموي وتنفيذ جعدة بنت الأشعث ، وقتل الإمام الحسين عليهالسلام مظلوما عطشانا في صحراء كربلاء ، وسيق الإمام السجّاد عليهالسلام وآل النبي كما يساق الاسارى إلى الشام ، وبقي أئمّة آل محمّد مظلومين مقهورين مشرّدين مبعدين مسجونين ، وقضوا مسمومين مضطهدين.
حتّى إذا قرب بزوغ فجر الإمام الثاني عشر الحجّة ابن الحسن عليهماالسلام ، حاولت أغربة الظلم وأده في مهده ، وخنق النهار من مطلعه ، ولكنّ الحكمة الإلهيّة والتدبير الربّاني اقتضى أن يغيب هذا الإمام غيبتين ؛ صغرى وكبرى ، حتّى يأذن الله بفرج آل محمّد ، وتملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت جورا وظلما.
يريد الجاحدون ليطفئوه |
|
ويأبى الله إلاّ أن يتمّه |
وهنا دأب الظالمون ـ لمّا أعيتهم القدرة الربانيّة عن أن ينالوا منالا من الإمام المهديّ عجّل الله فرجه ـ على جحد هذا الإمام الهمام ؛ استمرارا بحقدهم الدفين على محمّد وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ، رغم كلّ الآيات الباهرات ، والدلالات الواضحات ، والمعجزات الناصعات ، ورغم كلّ الأحاديث النبويّة الشريفة ، والحقائق التاريخيّة والعقائديّة.
وفي الطرف الآخر ، نجد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والأئمّة المعصومين عليهمالسلام يلقون الحجّة تلو الحجّة ، والدليل بعد الدليل ، والعلامة بعد العلامة ، على وجود هذا الإمام ووجوب الاعتقاد بإمامته ، وأنّ من مات لا يعرفه يموت ميتة جاهليّة ، وأنّه عليهالسلام معروف بحسبه ونسبه ، ولظهوره علامات ودلائل ، ولأيّامه خصوصيّات