وقاتل حتى قُتِل
وقُتِل عامة أصحابه ورجع من بقي منهم إلى الكوفة .
وأما موقف عامة المسلمين غير الملتزمين
بالخط السياسي للشيعة وأئمة أهل البيت عليهمالسلام
، فقد واجه هؤلاء الكارثة بالدهشة والاستنكار ، وقد هالهم ما كشفت عنه عملية قمع
الثورة من أسلوب معاملة الأمويين لخصومهم السياسيين ، هذا الأسلوب الذي لايحترم
شريعةً ولا أخلاقا ، ولا يقيم وزنا حتى للأعراف الاجتماعية ، حتى ان البعض من
الناس أخذ يقابل قاتل الحسين بالازدراء والاحتقار ، ولم يرد عليهالسلام ، قال ابن سعد : « أخبرنا مالك بن
إسماعيل أبو غسان النهدي ، قال : حدّثني عبد الرحمن بن حميد الرواسي ، قال : مرّ
عمر بن سعد ـ يعني ابن أبي وقاص ـ بمجلس بني نهد حين قتل الحسين ، فسلّم عليهم فلم
يردّوا عليهالسلام » .
وقد وجدوا اللّوم والتقريع والتوبيخ على
فعلتهم الشنيعة هذه حتى من أقرب المقربين منهم ، قال ابن سعد : « أخبرنا أحمد بن
عبد اللّه بن يونس ، قال : حدّثنا شريك ، عن مغيرة ، قال : قالت مرجانة لابنها
عبيد اللّه بن زياد : ياخبيث ، قتلت ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله]
وسلّم؟! لا ترى الجنة أبدا » .
ولا شك في أن هذا الاكتشاف لهول الجريمة
اليزيدية ، قد دفع بكثير
__________________