ويعني الثبات والصمود والمقاومة ، ومجابهة العوامل التي تعيق الإنسان عن بذل مساعيه في سبيل هدفه ، إضافة الى تحمّل المصاعب والشدائد في سبيل أداء الواجب وإحراز النصر.
وقد رسمت واقعة كربلاء أجمل صور الصمود والثبات في سبيل العقيدة وتحمّل الصعاب ، حتى أضحت سببا لمجد وخلود تلك الملحمة ، وكما قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « الصبر يهوّن الفجيعة » (١) ، فقد هانت بعين الحسين عليهالسلام هذه المصيبة الجسيمة بفعل الصبر والصمود الذي تجسد في يوم عاشوراء ، لقد أنزل اللّه تعالى عليه الصبر بقدر التحديات والمصائب التي ألّمت به ، وصدق الإمام الصادق عليهالسلام « إن اللّه ينزل الصبر على قدر المصيبة » (٢).
وفي ملحمة كربلاء كان الصبر مشهودا في القول والعمل لدى سيد الشهداء عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه الصابرين الأوفياء ، فلما أراد الخروج من مكة إلى العراق ألقى خطبة قال فيها : « رضى اللّه رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين » (٣).
__________________
(١) عيون الحكم والمواعظ / علي بن محمد الليثي الواسطي : ٣٣ ، دار الحديث ط١ ـ ١٣٧٦ ش.
(٢) مستطرفات السرائر / ابن ادريس الحلي : ٥٥٠ ، مؤسسة النشر الإسلامي ، ط ٢ ـ ١٤١١ه ، من لايحضره الفقيه / الشيخ الصدوق ٤ : ٤١٦ ، جامعة المدرسين ، قم ط٢ ـ ١٤٠٤ ه.
(٣) مثير الأحزان : ٢٩ ، واللهوف : ٣٨.