إلاّ
هو آخذ بناصيتها إنّ ربي على صراط مستقيم
» .
النص المتقدم يكشف النقاب عن ان علم
الحسين عليهالسلام للغيب هو عن
طريق جدّه صلىاللهعليهوآله ، فهو علم
عن ذي علم ، ومن الغرائب التي يجدها الباحث حول موضوع البعد الغيبي في النهضة
الحسينية أن هناك روايات متواترة ومشهورة تتناقلها الألسن عن المصير المأساوي
لحياة الحسين عليهالسلام
، أفصح عنها النبي صلىاللهعليهوآله
في أكثر من مناسبة ، ولأكثر من شخصية ، وبصورة مبكرة ، أي منذ ميلاد الحسين عليهالسلام ، ومن الشواهد على ذلك روى الشيخ
الطوسي بأسانيد معتبرة إلى الإمام الرِّضا عليهالسلام
عن آبائه ، عن اسماء بنت عميس ، قالت : لما ولدت فاطمة الحسين عليهماالسلام كنت أخدمها في نفاسها ، فجاء النبي صلىاللهعليهوآله فقال : هلّمي ابني يا أسماء.
فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأخذه وجعله في حجره ، وأذّن في أذنه اليمنى ، وأقام
في اليسرى. قالت : ثم بكى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله
وقال : انه سيكون
لك حديث ، اللّهم العن قاتله ، لا تعلمي فاطمة بذلك
.... قالت : ثم وضعه في حجره وقال : يا أبا عبداللّه ، عزيزٌ عليَّ
ـ ثم بكى ـ فقلت : بأبي أنت وأمي ، مم بكاؤك في هذا اليوم ، وفي اليوم الأول؟ قال صلىاللهعليهوآله : أبكي على ابني هذا ، تقتله فئة باغية كافرة من
بني أمية ، لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة
.. » . وفي موقف
آخر يكرّر النبي صلىاللهعليهوآله
هذه الحقيقة المرّة لأم الفضل ، ويفهمها ذلك بالفم الملآن وبالصراحة
__________________