( منفذ الغائط ووصفه )
اعتبر الآن يا مفضل بعظم النعمة على الإنسان في مطعمه ومشربه وتسهيل خروج الأذى أليس من حسن التقدير في بناء الدار أن يكون الخلاء في أستر موضع منها فكذا جعل الله سبحانه المنفذ المهيأ للخلاء من الإنسان في أستر موضع منه فلم يجعله بارزا من خلفه ولا ناشزاً من بين يديه بل هو مغيب في موضع غامض من البدن مستور محجوب يلتقي عليه الفخذان وتحجبه الأليتان بما عليهما من اللحم فتواريانه فإذا احتاج الإنسان إلى الخلاء وجلس تلك الجلسة ألفى (١) ذلك المنفذ منه منصبا مهيأ لانحدار الثفل (٢) فتبارك من تظاهرت آلاؤه ولا تحصى نعماؤه
( الطواحن من أسنان الإنسان )
فكر يا مفضل في هذه الطواحن (٣) التي جعلت للإنسان فبعضها حداد (٤) لقطع الطعام وقرضه وبعضها عراض (٥) لمضغه ورضه فلم ينقص واحد من الصفتين إذ كان محتاجا إليهما جميعاً.
__________________
(١) الفى. وجد
(٢) الثفل ـ بالضم ـ ما يستقر في أسفل الشيء من كدرة.
(٣) الطواحن جمع طاحن وهو الضرس.
(٤) حداد أي قاطعة.
(٥) عراض جمع عريض ضد طويل ، وربما أريد به المعارضة وهي السن التي في عرض الفم او ما يبدو من الفم عند الضحك.