بتحريم الخمر وأنّ يقر لله بالبداء (١).
وعن مالك الجهني قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه (٢).
وسيظهر وضوح الدليل عقلا ونقلا على الحكم المذكور إن شاء الله تعالى.
فنقول : البداء لغة : الظهور ، المعبّر عنه بالفارسية بـ « پيدايش » ، فعن القاموس : بدا له في الأمر بدوّا وبداءة : نشأ له فيه رأي. وفي المنجد : بدا له في أمر : خطر له فيه رأي. وعن الصراح : بدوّ بضمتين : پيدايش.
فمنها يظهر أنّ البداء بمعنى حدوث الرأي لا الظهور في مقابل الخفاء.
ثم إنّ البداء وحدوث الرأي وتجدّده في الخارج قد يكون منشؤه الجهل ، كما هو الغالب في المخلوق ، وقد يكون منشؤه كمال القدرة والاختيار وعدم انحصار المصلحة فيما رآه أولا ، مع العلم الكامل بما كان وما يكون ووجوه المصلحة فيهما.
والظاهر أنّ المراد منه في الآيات والروايات المباركات أنّ الله تعالى وإن خلق الأشياء بمشيئته وإرادته ، وقدّرها إلى يوم القيامة بل قضى بها وكتبها ، ولكنه مع ذلك لم يفرغ من الأمر ، بل له الرأي والمشيئة في المحو والإثبات ، والزيادة والنقص ، والتقديم والتأخير ، والتغيير والتبديل ، وأنّها ليست عن جهل ، بل عن علم بما كان كما كان ، وبما يكون كما يكون.
ففي الكافي بسنده عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ما بدا لله في شيء إلاّ كان في علمه قبل أن يبدو له (٣).
وعن داود بن فرقد ، عن عمرو بن عثمان الجهني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إن الله لم يبد له من جهل (٤).
وعن منصور بن حازم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام : هل يكون اليوم شيء لم يكن
__________________
(١) الكافي ١ : ١٤٦ ، باب البداء.
(٢) الكافي ١ : ١٤٦ ، باب البداء.
(٣) الكافي ١ : ١٤٦ ، باب البداء.
(٤) الكافي ١ : ١٤٦ ، باب البداء.