عَلِيمٌ ) (١).
وكان الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله يزرع في وعي المسلمين مفهوم السخاء السليم البعيد عن الرّياء والبذخ والإسراف ، والمرتكز على طاعة الله وفي سبيله ، قال صلىاللهعليهوآله : « ولا يسمى سخياً إلا الباذل في طاعة الله ولوجهه ، ولو كان برغيف أو شربة ماء » (٢). وكان مفهوم السخاء في الجاهلية يرتكز على الأنانية والإسراف وتتحكم فيه الأهواء والمصالح الذاتية ، فصحح النبي صلىاللهعليهوآله هذا المفهوم بحيث يقوم على طاعة الله ويحقق الهدف التكافلي المطلوب منه كإطعام الطعام للجياع أو سقي الماء للعطاشىٰ ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : « من أدّى ما افترض الله عليه فهو أسخى النّاس » (٣).
وهناك أحاديث عديدة عن أهل بيت العصمة : تحث على الإنفاق ولو كان قليلاً ، وتحذر من البخل وما يتركه من آثار تدميرية على بنية المجتمع وعواقب اُخروية تطال الفرد ، منها إثارة سخط الله. قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « لا تستحِ من إعطاء القليل فإنّ الحرمان أقل منه » (٤).
وعن العواقب غير المحمودة لمن بخل بالنفقة يحدثنا الإمام الباقر عليهالسلام بقوله : « ما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يُرضي الله إلاّ ابتلى بأن ينفق
________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٩٢.
(٢) مصباح الشريعة / المنسوب للإمام الصادق عليهالسلام : ٨٣ ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت ط ١ ـ ١٤٠٠ ه.
(٣) مكارم الأخلاق / الشيخ الطبرسي : ١٣٦ ، منشوارت الشريف الرضي ، ط ٦ ـ ١٣٩٢ ه.
(٤) نهج البلاغة ، الحكمة ٦٧.