بن حارثة ، فاخفى
اسمها في نفسه ولم يبده لكيلا يقول أحد المنافقين : انه قال في بيت رجل انها احدى
ازواجه من امهات المؤمنين ، وخشى قول المنافقين ، فقال الله عز وجل : ( وتخشى الناس والله
أحق أن تخشاه )
يعني في نفسك. وان الله عز وجل ما تولّى تزويج أحد من خلقه الا تزويج حوّاء من آدم
، وزينب من رسول الله ، بقوله : « فلما
قضى زيد منها وطراً زوجناكها »
، وفاطمة من علي.
واجتاحت اعماق ابن الجهم مشاعر شفافة ،
الحقائق تشرق كشموس باهرة ، وامتلأت عيناه بدموع لا يعرف سرّها إن الكلمات التي
يسمعها تغسل قلبه وتطهر روحه:
ـ يا بن رسول الله أنا تائب الى الله من
أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا الا بما ذكرته.
وكانت فاطمة تصغي من وراء حجاب الى
كلمات أخيها فتتشرب روحها آيات السماء كزهرة تغمرها أنوار دافئة.