فأما تقديمكم العباس
عليه ؛ فإن الله تعالى يقول : « أجعلتم سقاية الحاج ، وعمارة المسجد الحرام كمن
آمن بالله واليوم الآخر ، وجاهد في سبيل الله ، لا يستوون عند الله ».
والله ، لو كان ما في أمير المؤمنين من
المناقب والفضائل ، والآي المفسرة في القرآن خلة واحدة في رجل من رجالكم ، أو غيره
، لكان مستأهلاً متأهلاً للخلافة ، مقدماً على أصحاب رسول الله بتلك الخلة.
ثم لم يزل الامور تتراقى به إلى أن ولى
أُمور المسلمين ، فلم يعن بأحدٍ من بني هاشم الا بعبد الله بن عباس ، تعظيماً لحقه
، ووصلةً لرحمه ، وثقة به ، فكان من أمره الذي يغفر الله له ..
ثم .. نحن وهم يد واحدة ـ كما زعمتم ـ
حتى قضى الله تعالى بالأمر إلينا ، فأخفناهم ، وضيقناعليهم ،وقتلناهم أكثر من قتل
بني أُمية إياهم .. ويحكم ، إن بني أُمية إنما قتلوا من سلّ منهم سيفاً ، وإنا
معشر بني العباس قتلناهم جملاً ، فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت ، ولتسألن
نفوس أُلقيت في دجلة والفرات ، ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحياء ، هيهات ، إنه من
يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره
..