ـ كيف نشكر السيّدة العلويّة على حسن
صنيعها الليلة الفائتة؟!
ـ كان « كولاكاً »
عنيفاً ... وضاعت علينا الطريق.
ـ لو تأخرت إضاءة المنائر لدقائق لكنّا
من الهالكين .
ـ فجأة رأيت نوراً يتألق يشبه نور
الفنارات في المرافئ ..
ـ أهل البيت يا رفيقي مرفأ التائهين ..
ـ بعد غدٍ سنتوجه الى مشهد لزيارة شقيقها
الرضا عليهالسلام.
ـ دعنا نمكث أيّاماً في ضيافة المعصومة
ثم نتوكّل على الله ..
وكان الرضوي يصغي مأخوذاً الى نتف
أحاديث المسافرين .. فتقدّم اليهم وقد امتلأت عيناه بالدموع قائلاً :
ـ يا أخوتي أنا الذي أضأت المنائر .. ولم
أفعل ذلك من نفسي .. رأيت في عالم الرؤيا فتاة كالحوريّة .. يغمرها النور .. خاطبتني
:
ـ قم! وأسرج قناديل المنائر .. قالت ذلك
ثلاث مرّات.
هتف مسافر مبهوراً :
ـ يعني ان المنائر لا تضاء في مثل ذلك
الوقت؟!
أجاب الرضوي :
ـ لا .. إنّنا نطفئ القناديل قبل منتصف
الليل ، ثم نسرجها عند الفجر ساعة واحدة!
وترقرقت العيون دموعاً .. حبّا ومودّة
وخشوعاً ..