ـ يا بن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك
وزهدك وورعك ، وعبادتك واراك أحق بالخلافة مني!!
نظر امام بحزن وقال :
ـ « بالزهد بالدنيا أرجو النجاة من شرّ
الدنيا ، وبالورع من المحارم أرجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو
الرفعة عند الله » ..
إنّ غايتي هي الآخرة ... وفي ذلك العالم
الذي يزخر بالحياة الحقيقيّة حيث يكمن المستقبل الحقيقي للانسان.
وبدا المأمون انه لا يسمع صوتاً الا ما
يضجّ في أعماقه من غايات واهداف :
ـ رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها
لك.
كان الفضل بن سهل يراقب حوار الرجلين ،
وكان مشدوهاً بموقف علي الذي بدا أكثر حزناً وهو يسمع عرض المأمون بالتنازل عن
أخطر منصب في الدولة .. الخلافة .. إمتلاك أرض ومساحات واسعة من أرض تزخر بالخيرات
، وعالم يعجّ باللذائذ.
قال الرجل الأسمر وهو يضع حدّاً لهذه
المهزلة :