( الْأَرْضَ وَمَنْ
عَلَيْها ) وهو ( خَيْرُ الْوارِثِينَ ) ، ويظهرهم ( عَلَى
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ).
« قال الشيخ ابو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه الفقيه رحمهالله » .
اني لما بذلت فيما
أخلدت من الكتب وسعي ، وأخرجت فيما لزمنى من ذلك جهدي ، وجدت الصلاة تجمع حدودا
كثيرة ، والصوم يشمل امورا وافرة والزكاة تضم معاني مختلفة ، والحج يحوي مناسك
جمة.
ووجدت حمل هذه
الأشياء الجليلة ، وملابسة هذا الدين القيم ، وتبصرة ما ذكرت من هذه الأحوال ، لا
تنال إلا بسابقة إليه وإمام يدل عليه ، وأن من هداه الله لذلك ارتشد سبيله وانتفع
بعلمه وعمله ، ومن أضله أضل سبيله وحبط عمله ، و ( خَسِرَ الدُّنْيا
وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ).
وعلمت أن الامامة
حال بها يدرك حدود الصلاة ، وشرائع الصوم ، ومعاني الزكاة ، ومناسك الحج.
ورأيتها أجل عروة
محكمة ، وأوثق سبيل منهجة.
ورأيت كثيرا ممن
صح عقده ، وثبتت على دين الله وطأته ، وظهرت في الله خشيته ، قد أحادته الغيبة ، وطال
عليه الأمد حتى دخلته الوحشة ، وأفكرته الأخبار المختلفة ، والآثار الواردة ، فجمعت أخبارا تكشف
الحيرة وتجسم النعمة وتنبئ عن العدد ، وتؤنس من وحشة طول الأمد.
وبالله للصواب
أرتشد ، وعلى صالح القول أستعين ، واياه أسأل أن يحرس الحق ويحفظه على أهله ، ويصون
مستقره ومستودعه.
« أسباب
اختلاف الروايات وموجبات الحيرة والاشتباه »
فلأجل الحاجة إلى
الغيبة اتسعت الأخبار ، ولمعاني التقية والمدافعة عن. الأنفس اختلفت الروايات ( وَما كانَ
اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ
)
__________________