وقد روي هذا الحديث بطرق مختلفة وألفاظ متغايرة بمضمون واحد ، فقد رواه من الصحابة أكثر من مائة وعشرة صحابياً ، ومن التابعين أربعة وثمانون تابعياً ، ورواه من العلماء ثلاثمائة وستون عالماً ، (١) عدا من ألّف فيه . بل رواه الطبري من نيف وسبعين طريقاً . وابن عقدة من مائة وخمس طرق وغيره من مائة وخمسة وعشرين طريقاً .
قال الشيخ الطوسي : فان لم تثبت بذلك صحته ، فليس في الشرع خبر صحيح !
ثم قال : والمراد بالمولى هنا : الأولى . والذي يدل على ذلك قول أهل اللغة ، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في قوله تعالى : « النار مولىً لهم » معناه أولى لهم . وعن المبرد قال : مولى ، وولي ، وأولى ، وأحق بمعنى واحد . (٢)
وقد بسطت الحديث حول هذا الموضوع في كتاب ( أبو ذر الغفاري ) واستشهدت بأحاديث كثيرة إشتملت على لفظ ( شيعة ) فراجع . (٣)
إن الباحث حين يتتبع ما كتب حول الشيعة والتشيع ، يجد أن سلمان الفارسي رضي الله عنه أول من يذكر في هذا المضمار بعد بني هاشم ، وما ذلك إلا لاشتهاره في هذا الأمر لدى العامة والخاصة وتكريس نفسه له . وإليك بعضاً من النصوص التي تناولت ذلك .
قال أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني :
« إن لفظ الشيعة على عهد رسول الله كان لقب أربعةٍ من الصحابة سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري . . الخ » (٤)
__________________
(١) : راجع الغدير من ص ٨ إلى ص ١٥١ .
(٢) : راجع الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد من ٣٤٤ إلى ٣٤٦ .
(٣) : أبو ذر الغفاري للمؤلف من ص ٤٤ إلى ص ٥٣ .
(٤) : الشيعة وفنون الإسلام / ٣١ .