فكما نرى هذا
الشاعر البائس ، نهشه الفقر والحرمان ، وأماته الجوع يطلب أن يسعفه هذا الرجل
الكريم بالطعام ليحيي نفسه من براثن الفقر المدقع. وكانت عامة الناس تعيش حياة
بائسة لا تعرف السعة والرخاء ، لأن الاقتصاد قد تحول كله إلى جيوب الأمويين
وعملائهم.
ترف الملوك
الأمويين :
انغمس ملوك
الأمويين بالنعم والترف ، فكان فتيانهم يرفلون بالقوهي والعرشي كأنهم
الدنانير الهرقلية ، وكان عمر بن عبد العزيز يلبس الثوب بأربعماية دينار
ويقول : ما أخشنه .
وروى هارون بن
صالح عن أبيه قال : كنا نعطي الغسال الدراهم الكثيرة حتى يغسل ثيابنا في إثر ثياب
عمر بن عبد العزيز من كثرة الطيب ـ يعني المسك ـ الذي فيها .
وكان مروان بن
أبان بن عثمان يلبس سبعة قمصان كأنها درج بعضها أقصر من بعض ، وفوقها رداء عدني
بألفي درهم . وقد ذكر المؤرخون الكثير من الأخبار التي تدل على ترفهم
الكبير وتلاعبهم باقتصاد الأمة وثرواتها وبعدهم عن تعاليم الإسلام السمحة العادلة.
هباتهم السخية
للشعراء :
أسرف الملوك
الأمويون الكثير من هباتهم للشعراء ، فأجزلوا لهم
__________________