الكافر ، ولا ينفك المسلم منها في حلّه وترحاله.
البسملة آية قرآنية تشهد عليها المصاحف عبر القرون ، وقد كتبت في مفتتح كلّ سورة خلا سورة التوبة ، كتبوها كما كتبوا غيرها من سائر الآيات بدون ميز مع اتّفاقهم على أن لا يكتبوا شيئا من غير القرآن فيه إلاّ بميزة بيّنة حرصا منهم على أن لا يختلط به شيء من غيره.
ولذلك تراهم ميّزوا عنه أسماء سوره ، وعدد آياته ، ورموز أجزائه ، وأرباعه ، وركوعه وسجوده ، كتبوها على نحو يعلم أنّها خارجة عن القرآن ، وفي الوقت نفسه اتّفقوا على كتابة البسملة مفتتح كلّ سورة كسائر الآيات دون فرق بين الخلف والسلف ، ولا تجد قرآنا مخطوطا من عهد الصحابة إلى يومنا هذا على غير هذا النمط ، وهذا اتّفاق عملي منهم على أنّ البسملة جزء من المصحف.
غير انّه طرأ الاختلاف بعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والأظهر انّ الاختلاف ظهر في خلافة معاوية بن أبي سفيان أو قبله بقليل ، وأمّا ما هي العلّة لطروء هذا الاختلاف ، فلعلّ بعض الدواعي له ، هو المخالفة لسيرة الإمام علي عليهالسلام في البسملة حيث أطبق الجميع على أنّ علي بن أبي طالب كان يجهر بها.
قال الرازي : وأمّا انّ علي بن أبي طالب فقد كان يجهر بالتسمية وقد ثبت بالتواتر ، وكان يقول : يا مَنْ ذِكْره شَرف للذاكرين. (١)
وقد تضافرت الروايات عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته وأصحابه ، على أنّ كون البسملة جزء من الفاتحة وانّها يجب الجهر بها في الصلوات الجهرية ، كما أنّها جزء من كلّ سورة.
وتظهر حقيقة الحال في ضمن فصول.
__________________
١. التفسير الكبير : ١ / ٢٠٤.