لأنّ حقّ الوالدين مشتقّ من حق الله تعالى إذا كانا على منهاج الدّين والسّنّة ولا يكونان يمنعان الولد من طاة الله إلى معصيته ، ومن اليقين إلى الشكّ ، ومن الزهد إلى الدنيا ، ولا يدعوانه إلى خلاف ذلك ، فاذا كانان كذلك فمعصيتهما طاعة وطاعتهما معصية. قال الله عزوجلّ : « وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما » وأمّا في العشرة فداربهما ، وارفق بهما ، واحتمل أذاهما لحقّ ما احتملا عنك في حال صغرك ولا تقبض عليهما فيما قد وسّع الله عليك من المأكول والملبوس ولا تحوّل بوجهك عنهما ، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ، فانّه من التعظيم لأمر الله ، وقل لهما بأحسن القول وألطفه فانّ الله لا يضيع أجر المحسنين.
البحار : ج ٧٤ ص ٧٧ ح ٧٣
٤ ـ عوالى اللئالي في الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قيل : يا رسول الله ما حقّ الوالد؟ قال : أن تطيعه ما عاش. فقيل : وما حقّ الوالدة؟ فقال : هيهات لو أنّه عدد رمل عالج وقطر المطر أيّام الدّنيا قام بين يديها ، ما عدل ذلك يوم حملته في تطنها.
المستدرك : ج ٢ ب ٧٠ ص ٦٢٨ ح ٨
٥ ـ سبط الطّبرسي في مشكوة الأنوار نقلاً من المحاسن ، عن الباقر عليهالسلام ، قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، من أعظم حقّاً [ حقّ ـ خ ] على الرّجل؟ قال : والده.
المستدرك : ج ٢ ب ٧٧ ص ٦٣١ ح ٣
٦ ـ الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول ، عن السّجّاد عليهالسلام ، أنّه قال في حديث : وأمّا حقّ الرّحم ؛ فحقّ امّك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً ، وأطعمتك من ثمرة قلبها مالا يطعم أحد أحداً ، وأنّها وقتك بسمعها وبصرها ، يدها ورجلها ، وشعرها وبشرها ، وجميع جوارحها ، مستبشرة موبلة (كذا) محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمّها ، حتّى فنيتها عنديد القدرة ، وأخرجتك إل الأرض ، فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك وتعرى ، وتروى وتظمى ، وتظلّك وتضحى ، وتنعمك ببؤسها وتلذّذك بالنّوم بارقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء ، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء ، تباشر حرّ الدّنيا وبردها لك ودونك ،