موضوع عليم الاصول
موضوع عليم الاصول ، كما تقدم فى الحلقة السابقة « (١) الأدلة المشتركة فى الاستدلال الفقهى ». والبحث الاصولى يدور دائما حول دليليتها.
وعدم تمكن بعض المحققين من تصوير موضوع العلم على النحو الذى ذكرناه ، أدى الى التشكك فى ضرورة أن يكون لكل علم موضوع ، ووقع ذلك موضعا للبحث ، فاستدل على ضرورة وجود موضوع لكل علم بدليلين :
أحدهما : أن التمايز بين العلوم بالموضوعات ، بمعنى أن استقلال علم النحو عن علم الطب ، إنما هو باختصاص كل منهما بموضوع كلى يتميز عن موضوع الاخر ، فلابد من اتفراض الموضوع لكل علم.
وهذا الدليل أشبه بالمصادرة ، لأن كون التمايز بين العلوم بالموضوعات فرع وجود موضوع لكل علم ، وإلا تعين أن يكون التمييز قائما على أساس آخر ، كالغرض.
والاخر : أن التمايز بين العلوم إن كان بالموضوع فلا بد من موضوع لكل علم إذن ، لكى يحصل التمايز ، وإن كان بالغرض على اساس أن
ــــــــ
(١) راجع : ج ١ ص ١٦٠.