« لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتى القاهما ... »
وبهر جابر ، وأقبل على من حوله قائلا :
« ما رؤي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ، والله لذرية الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب!! إن منهم لمن يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا ... » (٢٢)
لقد كان الامام زين العابدين امام المتقين والمنيبين فقد اجتهد في عبادته وأخلص في طاعته ، ولم يؤثر عن القديسين مثل ما أثر عنه من الاقبال على الله.
وكان الامام زين العابدين من أبر الناس بالضعفاء ، وأرفقهم بالمساكين ، وأرحمهم للبائسين ، وكان يؤثر اصحاب الفاقة على نفسه وأهله ، وقد اجمع المؤرخون انه كان يحمل جراب الخبز على ظهره فيتصدق به ، ويقول : إن صدقة السر تطفئ غضب الرب (٢٣) وكان يعول بمائة بيت في المدينة (٢٤) وكان اذا ناول الفقير الصدقة قبله ثم ناوله (٢٥) وإنما كان يفعل ذلك لئلا يبدو على الفقير أثر الذل والانكسار ، ويقول المؤرخون : ان الامام أبا جعفر (ع) لما غسل أباه نظر بعض من كان حاظرا تغسيله الى مواضع المساجد من ركبتيه ، وظاهر قدميه كأنهما مبارك البعير من كثرة
__________________
(٢٢) الامام زين العابدين ( ص ٧٢ ـ ٧٣ ) لاحمد فهمي ، مناقب ابن شهرآشوب ٤ / ١٤٨.
(٢٣) حلية الاولياء ٣ / ١٣٦.
(٢٤) حلية الاولياء ٣ / ١٣٦.
(٢٥) حلية الاولياء ٣ / ١٣٦.