قالت : فدخل عبد
الرحمن بن أبي بكر وبيده جريدة رطبة فنظر إليها ، فظننت أنّ له بها حاجة ، قالت : فنضفت رأسها ونفضتها وطيبتها فدفعتها إليه فاستن بها كأحسن ما رأيت مستناً ، ثم ذهب يتناولها فسقطت من يده أو سقطت يده ، فجمع الله ريقي وريقه في آخر ساعة من الدنيا وأول يوم من الآخرة.
فأين ما في هذا الخبر
مما سبق ذكره عنها ؟ وإن بيت القصيد فيه ، هو الجمع بين ريقه صلىاللهعليهوآلهوسلم وريقها ولا تعجب كما عجب ابن أخيها
القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وذلك فيما رواه ابن سعد أيضاً من ذكر السواك الذي روى فيه ثلاثة أخبار عن عائشة
، في كل خبر لديها كشف جديد ، وفي ثالثها رواه بسنده عن القاسم بن محمد بقول : سمعت عائشة تقول : كان من نعمة الله عليّ وحسن بلائة عندي ، انّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم مات في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري ، وجمع بين ريقي وريقه عند الموت.
قال القاسم : قد
عرفنا كل الذي تقولين فكيف جمع بين ريقك وريقه ؟ قالت : دخل عبد الرحمن بن أمّ رومان أخي على النبي صلىاللهعليهوسلم يعوده وفي يده سواك رطب ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم مولعاً بالسواك ، فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يُشخص بصره إليه ، فقلت : يا عبد الرحمن أقضم السواك ، فناولنيه فمضغته ثم أدخلته في فم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فتسوك به فجمع بين ريقي وريقه.
وهكذا تبقى عائشة
تروي لنفسها اختصاصاً برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يحض به باقي أهل بيته ، وحتى ابنته فاطمة عليهاالسلام فضلاً عن باقي أزواجه ، فهو حكر لعائشة
، وهو من مروياتها فحسب ، فإن شئت أن تصدّق وإلّا فلا.
النص الخامس : وروى ابن سعد في الطبقات عن عبد الله بن نمير ، حدّثنا إسماعيل ، عن عامر ، قال : جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن ، فقال
_____________________