في توجيهه (١).
وفي نظري القاصر أنّه لا يبعد أن يكون قوله : أيّ شيء تقول أنت؟ في حال الإمامة ، وقراءته عليهالسلام الفاتحة لاحتمال وجود مخالف يصلّي معه أو يحكي فعله لو صلّى بغير الفاتحة ، على أنّه لا يبعد احتمال أن يراد : أيّ شيء تأمرني به؟ ويكون قوله عليهالسلام : « أقرأُ » من التقيّة (٢) ، حيث إنّ الغالب حضور أهل الخلاف أو نحو ذلك.
ومن هنا يظهر أنّ احتمال التقية في خبر منصور بن حازم المذكور في الكتاب أقرب للاعتبار من حيث مظنّة ما ذكرناه ، ويؤيّد هذا إطلاق الأخبار بأفضليّة التسبيح ، وما دل على أفضليّة القراءة على الإطلاق يكون محمولا على ما قلناه ، فينبغي التأمّل في ذلك ، وقد أوضحت الحال في حاشية الروضة.
أمّا ما تضمّنه الخبر الأوّل من إجزاء التسبيحات الأربع فهو مذهب الأكثر على ما قيل (٣) ، لكن الاستغفار في الثانية على الظاهر من الرواية وجوبه ، وتركه من الاولى قد يأبى الوجوب ، إلاّ أن يقال بالتخيير بين الأربع وبين فعل التسبيح والتحميد والاستغفار غير أن لا ترتيب ، ولم أعلم الآن القول بذلك ، إلاّ أنّ المنقول عن بعض المتأخّرين ما يقتضي وجود القائل بالاستغفار واجبا (٤) ؛ والتقريب الذي ذكرناه لم يصرح به ، واحتمال أن يقال باستحباب الاستغفار بخلوّ الخبر الأوّل وغيره منه ، يشكل بالاحتمال
__________________
(١) منتقى الجمان ٢ : ١٥.
(٢) في « رض » و « م » : للتقية.
(٣) قال به الأردبيلي في مجمع الفائدة ٢ : ٢٠٧.
(٤) كما في الحبل المتين : ٢٣١.