وقال الشهيد : هما اسمان للمبالغة من رحم ، و « رحمن » كغضبان من غضب وعليم من علم ، والرحمة لغة رقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والاحسان ، ومنه الرحم لا نعطافها على مافيها.
وقال المرتضى : ليست الرحمة عبارة عن رقة القلب والشفقة ، انما هي عبارة عن الفضل والانعام وضروب الاحسان ، فعلى هذا يكون اطلاق لفظ الرحمة عليه تعالى حقيقة وعلى الأول مجازاً.
وقال صاحب العدة : ان رقيق القلب من الخلق يقال له « رحيم » لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة ، وأقلها الدعاء للمرحوم والتوجع له ، وليست في حقه تعالى كذلك ، بل معناها ايجاد النعمة للمرحوم وكشف البلوى عنه ، والحد الشامل أن نقول : هي التخلص من أقسام الافات وارسال الخيرات الى أرباب الحاجات قال : والرحمن الرحيم مشتقان من الرحمة وهي النعمة ، ومنه « وما أرسلناك الّا رحمة للعالمين » ، ويقال للقرآن رحمة وللغيب رحمة أي نعمة. (١)
وفي الصافي : عن أمير المؤمنين عليهالسلام : الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا ، وفي رواية : العاطف على خلقه بالرزق لا يقطع عنهم مواد رزقه وان انقطعوا عن طاعته ، الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا ، خفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفاً ، وهو يرحمنا بتميزنا من أعدائه.
أقول : رزق كل مخلوق ما به قوام وجوده وكماله اللائق به ، فالرحمة الرحمانية تعم جميع الموجودات وتشمل كل النعم ، قال تعالى « أحسن كل شئ خلقه ثم هدى » ، وأما الرحمة الرحيمية بمعنى التوفيق في الدنيا والدين ، فهى مختصة بالمؤمنين ، وما ورد من شمولها للكافرين فانما هى من جهة دعوتهم الى الايمان والدين ، مثل ما في تفسير الامام من قولهم عليهمالسلام : الرحيم بعباده المؤمنين في
__________________
١) المصدر / ٣١٧.