عَاعَيْتُ
وهَاهَيْتُ ، إِذا قلتَ : « عَا » و « هَا » ، كما تقول : لَالَيتُ لِمن أَكثر من
قول لا لا ، وقول الفيروزاباديّ : مثِّلَ به في كتب التَّصريف ولم يفسَّر ، ضيق
عَطنٍ ، فقد فسَّرهُ غير واحدٍ في كتب النَّحو في باب الأَصواتِ ، وفي كتب
التَّصريف في باب استثقال تماثُلِ أَصلين في كلمةٍ.
وأَصلُ حَاحَيْتُ
: حَاحَى.
قال سيبويه :
وزنُهُ فَعْلَلَ يُفَعلِلُ بدليلِ أَنَّ مصدرهُ حَاحَاةٌ وحِيحاءٌ كزَلْزَلَةٍ
وزِلزَالٍ .
وقال بعضهم : هو
فاعَلَ بدليل قولهم : مُحاحاةً.
قال سيبويه : بل
هو مُفَعلَلَةٌ للمرَّة كزَلزَلَ يُزَلزِلُ مُزَلزَلَةً ، والأَصلُ مَحَاحيَةٌ
قلبت الياءُ أَلفاً ، والأَلفُ الأُولى عند البصريِّين في حَاحَى ياءٌ قلبت أَلفاً
استكراهَ اجتماع ياءين بعد مثلين لو قيل : حَيحَيتُ .
وقال المازنيُّ :
هي واوٌ . وذهب بعضهم إِلى أَنَّ الأَلفين فيه أَصلان وليسا بمنقلبتين لا عن
واوٍ ولا عن ياءٍ ؛ لأَنَّ الأَصل فيه الصَّوت الذي لا أَصل لأَلِفاتِهِ ،
وإِنَّما قلبت الأَلفُ الثّانيةُ ياءً بعد اتِّصال ضمير الفاعل المتحرِّك قياساً
على سائرِ الأَلِفات الرّابعة المنقلبة في نحو أَغرَيتُ واستَغرَيتُ . وقِس على ذلك
كلَّهِ عَاعَيتُ وهَاهَيتُ فإنَّ الكلام عليها واحدٌ ؛ لأَنَّ
الأَصلَ في جميعها الصّوتُ ، وعلى كلِّ قولٍ فموضعهُ المعتلّ لا هنا ووهم
الفيروزاباديُّ.
__________________