يجمع بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شمل ، ولم يسهل وعث ، وغايتنا الجنة ، وغايتكم النار».
فقال لها عمرو بن العاص : أيتها العجوز الضالة ! أقصري من قولك ، وغضي من طرفك.
قالت : من أنت ؟
قال : أنا عمرو بن العاص .
قالت : « يا ابن النابغة ، أربع على ضلعك ، واعن بشأن نفسك ، ما أنت من قريش في لباب حسبها ، ولا صحيح نسبها ، ولقد ادعاك خمسة من قريش ، كلّهم يزعم أنك ابنه ، ولطالما رأيت أُمّك أيام منى بمكة تكسب الخطيئة وتتزن الدراهم (١) من كلّ عبد عاهر ، هائج ، وتسافح بهم أليق ، وهم بك أشبه منك بفرع سهم» (٢)
والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى ، ووقائعه الردية أشهر من أن تذكر .
***
__________________
(١) تتّزن الدراهم : بمعنى تأخذها هنا ، يقال : وزنت له الدراهم فائزنها ، فالوازن : المعطي ، والمتزن : الآخذ ، كما يقال : نقد المعطي فانتقد الآخذ ، وقال سيبويه : اتّزن يكون على الاتِّخاذ وعلى المطاوعة .
تاج العروس ١٨ / ٥٧٢ . مادة «وَزَنَ »
(٢) انظر : بلاغات النساء ــ لابن طيفور : ٨٢ ، العقد الفريد ١ / ٣٤٦ ، ثمرات الأوراق ١ / ١٣٢ ــ ١٣٤.