وأمّا اعتذاره لدلالة الحديث على اعتذار معاوية بالأكل ، فلا ينفعه بل هو أضرُّ عليه ؛ لأنّ دعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه إبتداء أدل على نفاقه.
على أن قول ابن عباس : هو يأكل» ، يدلُّ على اعتذار معاوية بالأكل ، كما هو المتعارف في أمثاله.
فإنّك إذا أرسلت رسولاً إلى أحدٍ فذهب إليه ، وقال : هو مشغول ، فهم منا منه أنّه اعتذر بالشغل ؛ إذ هو المطلوب منه الاعتذار .
وكيف يحسن من ابن عباس أن لا يبلغ في المرتين رسالة النبی صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى معاوية ، ويعتذر من عند نفسه ؟!
ولو لم يفهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لو أن هذا العذر من معاوية ، لقال لابن عباس في المرة الثانية : بلغه أمري .
ثم إن هذا الحديث قد رواه مسلم في «كتاب البر والصلة والآداب» (١) فراجع (٢)
هذا وقد ذكر المصنف رحمهالله بعد الطعن المذكور طعناً آخر (٣) تركه الفضل..
***
__________________
(١) في باب من لعنه النبي أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة . منه قدسسره .
(٢) صحیح مسلم ٨ / ٢٧.
(٣) سيأتي في الصفحة الآتية.