عليّ عليهالسلام ، فبالإجماع هي أقدم إسلاماً ممّا سوى عليّ عليهالسلام .
وقد قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب ، وكذا قال ابن إسحاق : كانت خديجة أوّل من أسلم باللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله وصدّق محمّداً صلىاللهعليهوآله فيما جاء به عن ربّه ، وآزرته على أمره ، فكان لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه من ردٍّ عليه وتكذيب له إلاّ فرّج اللّه عنه بها ، تثبّته وتصدّقه ، وتخفّف عنه ، وتهوّن عليه ما يلقى من قومه(١) ، وأنّها كانت في الجاهليّة ملقّبة بالطاهرة .
وروى في الاستيعاب أنّ جبرئيل عليهالسلام قال : يا محمّد ، اقرأ خديجة من ربّها السلام ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «يا خديجة ، هذا جبرئيل يُقرِئُك من ربّك السلام» ، فقالت خديجة : اللّه السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبرئيل السلام(٢) .
ثمّ روى عن عائشة أنّها قالت : كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لا يكاد يخرج من البيت حتّى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيّام فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلاّ عجوزاً ، فقد أبدلك اللّه خيراً منها ، فغضب حتّى اهتزّ مقدّم شعره من الغضب ، ثمّ قال : «لا واللّه ، ما أبدلني اللّه خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني وكذّبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني اللّه منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء» قالت عائشة : فقلت في نفسي : لا أذكرها بسوء أبداً(٣) .
وفي كتاب المناقب : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله دخل على فاطمة عليهاالسلام فرآها منزعجة ، فقال لها : «ما بك؟» فقالت : «الحميراء افتخرت على أُمّي أنّها
____________________
(١) الاسيتعاب ٤ : ١٨٢٠ .
(٢) الاستيعاب ٤ : ١٨٢١ .
(٣) الاستيعاب ٤ : ١٨٢٣ ـ ١٨٢٤ .