مبلغ ، فأعطوه ما
أراد منهم ، فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم وأن يخرجهم من أرضهم وأوطانهم ، وجعل
لكلّ ثلاثة منهم بعيراً وسقاءً فخرجوا إلى أذرعات وأريحا .
ولم يتعرّض لهم ، وهذا الموقف ينسجم مع
جميع الاعراف الاجتماعية والسياسية ، وهو رد اعتداء ودفع تآمر فعلي وواقعي على
الرسول صلىاللهعليهوآله وعلى
الرسالة وهي في مهدها. ومع هذا فلم يتأدّب اليهود ، وإنما نزل أكثرهم بعد الجلاء
في خيبر لكي يكيدوا الرسول صلىاللهعليهوآله
عن قرب.
حرب الأحزاب
كان سببها أنّ نفراً من يهود بني
النّضير خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة ، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقالوا إنا سنكون معكم عليه حتى
نستأصله ، فقالت لهم قريش : يامعشر يهود إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا
نختلف فيه ومحمد ، أفديننا خير أم دينه ؟ فخانوا الله وكذبوا بموسى عليهالسلام الذي بشّرهم بمحمّد صلىاللهعليهوآله ، فقالوا : بل دينكم خير من دينه ،
وأنتم أولى بالحق منه !! ثمّ أتوا إلى غطفان فدعوهم إلى حرب رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخبروهم أنّ قريشاً معهم على ذلك
فأجابوهم ، فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان ، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن.
وفي مقابل قوة المشركين واليهود أمر
رسول الله صلىاللهعليهوآله بحفر الخندق
باشارة من سلمان الفارسي.
ولم تحدث مواجهة إلاّ الرمي بالنبل بعد
أن طوّقت قريش والأحزاب
__________________