لهم تقرير مفاهيمه
وقيمه في واقع الحياة ، ولهذا فانهم يسعون للقضاء عليه وتحجيم دوره ومنع الشعوب من
تبنيه عقيدة وفكراً.
وفي جميع الظروف والأحوال فإنّ القتال
موقف استثنائي لم يشرّع إلاّ لحماية الإسلام فكرة وعقيدة ووجوداً ، ولذا فهو يدعو
إلى التعامل بالبر والعدل مع الذين لم يقاتلوا المسلمين وإن كانوا على غير دينهم ،
وهذه ـ في الواقع ـ هي قمة التسامح وذروة الأمان بين أهل الأديان ، قال تعالى : ( لا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
) .
والإسلام يدعو إلى العودة في التعامل
والعلاقات إلى السلام وإنهاء القتال في أقرب فرصة (
... فَإِنِ
اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا
جَعَلَ الله لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً
) .
خامساً ـ اخلاقية
القتال وانسانية التعامل :
الإسلام دين الرحمة والرأفة والسماحة ؛
يهدف إلى هداية الناس أجمعين وإنقاذهم من جميع ألوان الاضطهاد والعبودية ومن
الانحراف والانحطاط ، ويهدف إلى إقامة الحق والعدل ، ولهذا فلا يقاتل حقداً أو
عدواناً حتى على المعتدين ، وهذا واضح من خلال التأكيد على إشاعة قيم العفو
والرحمة في ميادين القتال ، وتتجسد أخلاقية القتال في المظاهر التالية :
١ ـ حرمة القتال قبل
القاء الحجة :
مهما كانت دوافع وأسباب القتال فهو محرّم
قبل إلقاء الحجة على أعداء
__________________