وَجَعَلَنَا شُهَدَاء عَلَى مَنْ جَحَد؛
إشارة إلى قولة سبحانه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا
شُهَداءَ على النّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) .
قال الباقر عليه السلام: «نحن الأمة
الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه، وحججه في أرضه - ثم قال - فرسول الله صلى الله
عليه وآله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدق يوم
القيامة صدقناه، ومن كذب كذبناه » . ۲
وقال الصادق عليه السلام في قوله عز
وجل: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجْتَنا بِكَ عَلَى
هؤلاء شهيدا) : «إنها نزلت في أمة محمد [ صلى الله عليه وآله ] خاصة، في كل قرن
منهم إمام شاهد عليهم، ومحمد [ صلى الله عليه وآله ] شاهد علينا » .
فالمراد بضمير المتكلم في جعلنا، الأمة،
باعتبار بعضهم الذين هم الأئمة عليهم السلام، وكذا في الآية الأولى.
وفي رواية العامة : أنّ هذه الأمة تشهد
على سائر الأمم الجاحدة . .
وَكَثَرْنَا بِمَنَّهُ عَلَى مَنْ قَل :
أي أعزنا وجعل لنا الغلبة بكثرة العدد والعدد على من ذل لنا، وصار لشوكتنا ورفعتنا
من المغلوبين.
قال في الكشاف عند قوله عز وجل
(وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُم قَلِيلاً فَكَثَرَكُم) - بعد ذكر معنيين : أو كنتم أقلة
أذلة فأعزكم بكثرة العدد والعدد. "
وفي القاموس : كاثروهم فكثروهم غالبوهم
في الكثرة فغلبوهم ..
(١) البقرة مدنية،
١٤٣:٢
(۲) اصول الكافي ١:
٤٫١٩١ وفي ۲٫۱۹۰
عن الامام الصادق عليه السلام، وفي بصائر الدرجات:
.٣٫١٠٢، ٥٫١٠٣
( النساء، مدنية،
٤١:٤.
٤) اصول الكافي ۱: ۱٫۱۹۰
ه) لعله اشارة للحديث المروي في تفسير
ابن كثير :۱:
۲۹۷ و جامع البيان
٢ : ٦ و ٥: ٥٨، وتفسير القرطبي ٥: ۱۹۷،
والدر المنثور ١: ١٤٤ و ٢ :
٠١٦٣
ء) الاعراف، مكية، ٧:
٨٦.
) تفسير الكشاف ۲ : ۱۲۸
القاموس ۲: ۱۲۹،
(كثر).