١- و قد عدّ هذه الطرق ابن الأثير في جامع الاصول: ٣٨/١ [تحقيق الارناءوط: ٧٨/١] ستة، حيث قال: راوي الحديث لا يخلو في أخذه الحديث من طرق ست. اقول: مرجع الطرق عنده خمس حيث بعد ذكره للقراءة و السماع قال: [١ / ٨١] الطريق الثالث: سماع ما يقرأ على الشيخ و يتنزّل منزلة القراءة عليه، لكنه ينقص عنها بأن السامع ربما غفل عن سماع بعض القراءة - كما سبق - فأما القارئ فلا يجري هذا في حقه، و يجوز له أن يقول: حدثنا و أخبرنا سماعا، يقرأ عليه (كذا). و هو غريب منه، لم أجد من تابعه عليه.
٢- سواء كان إملاء من حفظه أم كان تحديثه من كتابه، و يقال للأخير: الإملاء كما عن وصول الأخيار: ١١٩، و نهاية الدراية: ١٧٢ و غيرهما، و إن كان اطلاقهم للإملاء على مطلق السماع من لفظ الشيخ. و في تحقيق التراث: ١١١ تفصيل غريب. انظر في المستدرك - فوائد -.
٣- البداية: ٨٤.
٤- كما في الذريعة في اصول الشيعة: ٨٠/٢، توضيح المقال: ٥٢، جامع المقال: ٣٨، تحفة العالم: ١١٢/١ و نسبه إلى المشهور، القوانين - في الاصول -: ٤٨٨، لبّ اللباب - خطي -: ١٧، اصول الحديث: ٢٣٤، المقدمة ٢٤٥ و غيرها. و قيل: إن السماع من الشيخ و الكتابة عنه أرفع من السماع فقط، لأن الشيخ مشتغل بالتحديث و الراوي بالكتابة عنه، فيكونا أقرب إلى التحقيق و أبعد عن الغفلة. و قيل: غير ذلك. لاحظ مستدرك رقم (٢١٥) وجوه ترجيح السماع.
قال: لأن الشيخ أعرف بوجوه ضبط(١) الحديث و تأديته، و لأنه خليفة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و سفيره إلى امته، و الأخذ منه كالأخذ منه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و لأن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أخبر الناس أولا و أسمعهم ما جاء به، و التقرير على ما جرى بحضرته أولى(٢)، و لأن السامع أربط جأشا و أوعى قلبا، و شغل القلب و توزع الفكر إلى القارئ أسرع. و في صحيحة عبد اللّه بن سنان قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام) يجيئني القوم(٣) فيسمعون مني حديثكم فاضجر و لا أقوى(٤)، قال: فاقرأ عليهم من أوله حديثا، و من وسطه حديثا، و من آخره حديثا(٥)، فعدوله (عليه السّلام) إلى قراءة هذه الأحاديث مع العجز يدلّ على أولويته على قراءة الراوي، و إلا لأمر بها(٦).
و أقول: في دلالة الأخير تأمل لا يخفى(٧).