قال غير ذلك فقد افترى ، حتّى أنّ أبا بكر صرّح بهذا ، كما (١) في كتاب ابن حنبل وغيره على ما سيأتي ، فقال : لأن أخذتموني بسنّة نبيّكم ما اُطيقها ، إنّه كان لمعصوماً من الشيطان ، وكان ينزل عليه الوحي ويعصم به ، وكان له مَلَك وإنّ لي شيطاناً يعتريني (٢) .
وفي مسند الشافعي : عن ابن عيينة أنّه روى بإسناد له أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : « لا يمسكنّ الناس عليّ شيئاً ، فإنّي لا اُحلّ لهم إلاّ ما أحلّ اللّه لهم ، ولا اُحرّم عليهم إلاّ ما حرّم اللّه عليهم» (٣) .
وقد قال البخاري ـ الذي هو حجّة عندهم ـ في صحيحه : باب ما كان النبيّ صلىاللهعليهوآله يُسأل عمّا لم ينزل عليه من الوحي ، فيقول : لا أدري ، أو لم يجب حتّى ينزل اللّه عليه الوحي ، ولم يقل برأي ولا بقياس ؛ لقوله تعالى : ( بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ) (٤) (٥) ، ثمّ روى في هذا الباب حديثاً في أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله سُئل عن الروح ، فسكت حتّى نزلت الآية (٦) (٧) .
وكذا روى حديثاً آخَر في أنّ جابراً مرض ، فقال للنبيّ صلىاللهعليهوآله : كيف أقضي في مالي ؟ فما أجابه النبيّ صلىاللهعليهوآله بشيء حتّى نزلت آية الميراث (٨) (٩) .
__________________
(١) في «م» زيادة : «قال» .
(٢) المصنّف لعبد الرزّاق ١١ : ٣٣٦ / ٢٠٧٠١ ، مسند أحمد ١ : ٢٤ / ٨١ ، ولم يرد فيه ذيل الحديث .
(٣) مسند الشافعي : ٨٧ / ١١٧ بتفاوت يسير .
(٤) سورة النساء ٤ : ١٠٥ .
(٥) صحيح البخاري ٩ : ١٢٤ .
(٦) وهي الآية ٨٥ من سورة الإسراء ١٧ : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) .
(٧) صحيح البخاري ٩ : ١٢٤ .
(٨) وهي الآية ١٧٦ من سورة النساء ٤ : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ . . . ) .
(٩) صحيح البخاري ٩ : ١٢٤ .