غيرهم في ذكر فضائل أئمّتهم عليهمالسلام ، مع أنّ يونس ممّن نُسب إليه التشبيه (١) أيضاً ، وإلى زرارة بن أعين الكامل من كلّ الجهات من القول بحدوث العلم والقدرة والحياة وأمثالها من صفات الذات (٢) ، وكذا أشباه ما ذُكر ممّا نُسب إلى بعض العلماء من الأفعال والأقوال والعقائد التي لا يبقى شكّ بعد التتبّع في كونهم منها برآء .
إذ لا كلام أوّلاً : في وجود أخبار عديدة في مشاهير كتب العلماء المعتبرين ، مرويّة بالطريق الذي فيه واحد أو أكثر من هؤلاء الجماعة المذكورين ، ومع هذا هي مشتملة على ما هو صريح في كون خلاف ما نُسب إليهم حقّاً ، بل كون ما نُسب إليهم كفراً .
ومن المعلوم بديهة أنّ الرجل الذي يعتقد بشيء قطعاً لا يروي صحّة خلافه أصلاً ، ولا أقلّ من روايته ما هو معتقده أيضاً فضلاً عن روايته ما يدلّ على كون معتقده كفراً ، ومن أراد ملاحظة تلك الأخبار كفاه الرجوع إلى اُصول الكافي ، وتوحيد الصدوق القمّي ، وقد ألّفنا سابقاً أيضاً رسالة منفردة في هذا الباب ، سمّيناها «تنزيه القمّيّين» (٣) ، وهي مجمع ما أشرنا إليه من روايات هؤلاء المذكورين .
ثمّ إنّه لا ريب ثانياً : في وجود أخبار صحيحة عن الأئمّة عليهمالسلام صريحة في مدح هؤلاء الجماعة وحسن حالهم عند الأئمّة عليهمالسلام ، بل جلالة
__________________
(١) الفرق بين الفِرَق : ٧٠ / ٦٦ ، الملل والنحل ١ : ١٨٨ .
(٢) الفرق بين الفِرَق : ٧٠ / ٦٥ ، الملل والنحل ١ : ١٨٦ .
(٣) انظر : تنزيه القمّيّين : (ضمن مجلّة تراثنا ، العدد ٥٢ : ١٩١) .