ومنهم من قال بالحسن بعد عليّ عليهماالسلام ثمّ معاوية (١) .
ومنهم من أجاز إمامة غير القرشي أيضاً (٢) .
ومنهم من يعدّ الأربعة الاُوَل خلفاء والبقيّة ملوكاً جبابرة (٣) .
ومنهم من ساق الإمامة إلى بني العبّاس (٤) . ومنهم إلى غيرهم وهلّم جرّاً .
ثمّ هكذا اختلفوا في اُصول الدين وفروعه ، ومعظم اختلافهم اُصولاً في ثلاث مسائل :
إحداها : في صفات اللّه تعالى الأزليّة إثباتاً عند جماعة ، ونفياً عند جماعة ، وفي صفات الذات وصفات الفعل وما يتعلّق بذلك .
والثانية : في العدل والجبر والقضاء والقدر وما يتعلّق به .
والثالثة : في الوعد والوعيد وما يتعلّق به (٥) .
وأمّا فروعاً فقد وصلوا إلى حدّ عدم الإحصاء ، لكن اجتمعوا أخيراً على أربعة مذاهب : الحنفيّة ، والشافعيّة ، والمالكيّة ، والحنبليّة ، لكن مدار الجميع ـ بل أصل سبب كلّ الاختلافات فيما بينهم ـ العمل بالرأي والاستناد إلى الخيالات العقليّة ، والأقيسة الظنّيّة ، كما سيظهر ، هذا مجمل اختلافهم ، وأمّا تفصيل ذلك فكما سنذكره .
__________________
(١) انظر : المقالات والفِرَق : ٢٣ / ٥٩ .
(٢) انظر : الفرق بين الفِرَق : ١٥ ، الحور العين : ١٥٣ ، المغني للقاضي عبدالجبار ٢٠ ق ١ / ١٩٩ .
(٣) انظر المعجم الكبير للطبراني ١ : ٥٥ / ١٣ و٧ : ٩٧ / ٦٤٤٢ ، كتاب التمهيد لقواعد التوحيد : ١٥٣ / ٢٤٣.
(٤) انظر : فِرَق الشيعة : ٣٦ ، ٤٧ ـ ٤٨ ، مقالات الإسلاميّين : ٢١ .
(٥) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٤ .