كثيرة (١) .
وقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله : « إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له في وصف القرآن : « فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة ، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، فلو سألتموني عنه لعلّمتكم » (٢) .
وقال الصادق عليه السلام : « كتاب اللّه فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، ونحن نعلمه » (٣) .
وقال عليه السلام : « ما من شيء إلّا وفيه كتاب أو سنّة » (٤) .
وقال : « ما من أمر يختلف فيه اثنان إلّا وله أصل في كتاب اللّه ، ولكن لا تبلغه عقول الرجال » (٥) .
وقال الكاظم والرضا عليهما السلام ما يقرب من ذلك في أخبار كثيرة (٦) .
فقد علم من هذا أنّ الثقلين كافيان في تعليم الامّة معالم دينها أجمع ولا حاجة لأحد في أن يجتهد برأيه في الأحكام ، أو يعلّم بالقياس والاستحسان ، وأن يضع أصولا فقهيّة وطرق استنباطات ظنيّة لذلك كما يفعله العامّة ، بل ورد المنع الوكيد والزجر البليغ عن أمثال ذلك في أخبار لا تحصى كما يظهر للمتتبّع .
وأمّا في غيبة الإمام عليه السلام كهذا الزمان ، فأخبارهم عليهم السلام المضبوطة في كتب أئمّة الحديث رحمهم اللّه قائمة مقامهم في ذلك كما ورد عنهم عليهم السلام في أخبار كثيرة ، منها :
ما رواه الصدوق في « إكمال الدين » : عن محمد بن محمد بن عصام رضي اللّه عنه قال :
حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سألت محمد بن عثمان العمري
______
( ١ ) ـ أفرد العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج ٢٣ عدّة أبواب في أنهم عليهم السلام أهل الذكر ، وأنهم أهل علم القرآن ، والذين أوتوه ، والراسخون في العلم ، فراجع .
( ٢ ) ـ رواه القمي في تفسيره ١ : ٣ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٨٢ ، وفيهما : فلو سألتموني عنه لأخبرتكم عنه لأني أعلمكم .
( ٣ ) ـ رواه الصفار في بصائر الدرجات : ١٩٦ / ١٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٩٨ / ٦٧ .
( ٤ ) ـ رواه الصفار في بصائر الدرجات : ٣٨٨ / ٤ باختلاف يسير .
( ٥ ) ـ رواه البرقي في المحاسن : ٢٦٧ ، وعنه في البحار ٩٢ : ١٠٠ / ٧١ .
( ٦ ) ـ أفرد العلامة المجلسي في بحار الأنوار ٢ : ١٦٨ بابا تحت عنوان : « ان لكل شيء حدّا وانه ليس شيء إلا ورد فيه كتاب أو سنّة ، وعلم ذلك كلّه عند الامام » فراجع .