. كشف الأستار ٫ ج ٥
الله عليه وآله، ما قال رسول الله:
جناح، ولكن هذا أراد أن يتقرب إلينا، وأمر بذبحها وقال: أنا حملته على ذلك.
ويدخل في هذا الباب ما ذكره المفسر
المبرز البارع الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله عز من قائل: ﴿وَ لَا
تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً - إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله )
حيث قال: ويحكى أنه بلغ المنصور أن أبا حنيفة خالف ابن عباس في الاستثناء المنفصل،
فاستحضره لينكر عليه.
فقال أبو حنيفة: هذا يرجع إليك أنك
تأخذ البيعة بالايمان، افترضى أن يخرجوا من عندك فيستثنوا فيخرجوا عليك، فاستحسن
كلامه ورضي عنه (٢).
ومن الواضعين الزنادقة كعبد الكريم
بن أبي العوجاء، الذي أمر بضرب عنقه محمد بن سليمان العباسي، وبيان الذي قتله خالد
القسري وأحرقه بالنار، والخوارج كالأزارقة والنواصب، ومن في حكمهم.
وبعض الغلاة كأبي الخطاب ويونس بن
ظبيان ويزيد الصائغ.
روى العقيلي عن حماد بن زيد قال:
وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة عشر ألف حديث.
وروى عن عبد
الله بن يزيد المقري: أن رجلا من الخوارج رجع عن بدعته فجعل يقول: انظروا هذا
الحديث عمن تأخذونه، فانا كنا إذا رأينا رأياً جعلنا له حديثاً، ومما وضعته
الزنادقة ما تعرض له المفسرون أنه صلى الله عليه وآله لما بلغ في قراءته إلى قوله:
﴿وَمَنوة الثالثة الأخرى ) ألقى الشيطان في أمنيته إلى أن قال: تلك
الغرانيق العلى، فان شفاعتهن لترجى فرح به
(۱)
الكهف ١٨: ٢٣ ٢٤.
(۲) الكشاف ٢
٤٨٠
(۳) النجم ٥٣
٢٠.