بعضهم إلى بعض ، يريدون ـ إن استطاعوا ـ أن يردّوا بشبههم أهل الحقّ عمّا أكرمهم اللّه به من النظر في دين اللّه ، الذي لم يجعل اللّه شياطين الإنس من أهله ، إرادة أن يستوي أعداء اللّه وأهل الحقّ في الشكّ والإنكار والتهذيب ، [فيكونون سواء (١) ] كما وصف اللّه تعالى في كتابه من قوله : ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) (٢) (٣) .
وقال عليهالسلام في حديثٍ آخَر : «اعلموا أنّ اللّه تبارك وتعالى إنّما غضبه على من لم يقبل منه رضاه ، وإنّما يمنع من لم يقبل منه عطاه ، وإنّما يضلّ من لم يقبل منه هداه .
وكلّ اُمّة قد رفع اللّه عنهم علم الكتاب حين نبذوه ، وولاّهم عدوّهم حين تولّوه ، وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهّال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية ، وكان أيضاً من نبذهم الكتاب أن ولّوه الذين لا يعلمون فأوردوهم الهوى ، وأصدروهم إلى الردى ، وغيّروا عرى الدين ، ثمّ ورثوه في السفه والصبا . . . » الخبر ، إلى أن قال عليهالسلام :
«فاعرفوا أشباه الأحبار والرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه ( فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) (٤) فإنّ أشباههم من هذه الاُمّة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرّفوا حدوده ، فهم مع السادة والكبرة ، فإذا تفرّقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنياً وذلك مبلغهم من
__________________
(١) أضفناه من المصدر .
(٢) سورة النساء ٥ : ٨٩ .
(٣) الكافي ٨ : ٢ / ١ (رسالة أبي عبداللّه عليهالسلام إلى جماعة الشيعة) بتقديم وتأخير .
(٤) سورة البقرة ٢ : ١٦ .