الأنصاري (١) والياً عليها من [قِبَل (٢) ] عليّ عليهالسلام ، فانهزم منه أبو أيّوب ، فلمّا دخلها بُسر جدّ في قتل جابر بن عبداللّه الأنصاري ، فأمرت اُمّ سلمة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله جابراً وابنها عمر بن أبي سلمة (٣) فبايعاه خوفاً من القتل ، فأخرب بيوت المدينة ، وانطلق إلى مكّة ، فخاف أبو موسى الأشعري أن يقتله ، فهرب منه ، فلمّا سمع بسر ذلك ، قال : إنّي ما كنت أقتله ؛ حيث خلع عليّاً عليهالسلام عن الخلافة (٤) .
ثمّ نقل في هذا الموضع عن المقداد بن الأسود : أنّه كان يقول : واللّه ، لا أشهد لأحد أنّه من أهل الجنّة ، حتّى أعلم ما يموت عليه ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : «لقلب ابن آدم أسرع انقلاباً من القِدر إذا استجمعت
__________________
(١) خالد بن زيد بن كُليب بن ثعلبة ، يكنّى أبا أيّوب الأنصاري من بني النجار ، صحابيّ ، مشهور بكنيته ، ولمّا قدم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله المدينة نزل عليه ، وأقام عنده حتّى بنى حُجره ومسجده ، وآخى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بينه وبين مُصعب بن عمير ، شهد المشاهد كلّها مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ولاّه عليّ عليهالسلام على المدينة ، وشهد مع عليّ عليهالسلام حرب الخوارج ، مات سنة ٥٢ هـ على قولٍ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٣ : ٤٨٤ ، الاستيعاب ٢ : ٤٢٤ / ١٠٠ ، اُسد الغابة ١ : ٥٧١ / ١٣٦١ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٤٠٢ / ٨٣ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٧٩ / ١٧٤ ، شذرات الذهب ١ : ٥٧ .
(٢) ما بين المعقوفين يقتضيه السياق .
(٣) هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد القرشي المخزومي يكنّى بـ : أبا حفص ، صحابيّ ، وربيب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ أمّه اُمّ سلمة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهو أخو سلمة بن أبي سلمة . وشهد مع عليّ عليهالسلام الجمل ، وولاّه أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام على البحرين وعلى فارس . ولد قبل الهجرة بسنتين أو أكثر في الحبشة ، ومات ٨٣ هـ أيّام عبد الملك بن مروان .
انظر : تاريخ بغداد ١ : ١٩٤ / ٣٢ ، اُسد الغابة ٣ : ٦٨٠ / ٣٨٣٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٤٠٦ / ٦٣.
(٤) الاستيعاب ١ : ١٥٩ ـ ١٦٢ بتفاوت .