قال ابن الأثير (١) : هذه الحكاية نقلها الحاكم أيضاً ، عن أبي علي الحافظ ، عن مكحول ، عن يزيد بن محمّد (٢) .
أقول : هذا مع ما صدر من سفيان أيضاً ممّا مرّ في ضمن الحديث الحادي عشر المذكور قبل الفهرست .
ونقل في التاريخ : عن ابن عيينة (٣) أنّ ربيعة الرأي (٤) بكى يوماً ، فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : رياء حاضر وشهوة خفية ، والناس عند علمائهم كصبيان في حجور اُمّهاتهم ، إن أمروهم ائتمروا ، وإن نهوهم انتهوا (٥) .
ونقل فيه أيضاً : عن شعبة (٦) أنّه قال : ما من الناس أحد أقول : إنّه
__________________
(١) هو عليّ بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير ، يكنّى أبا الحسن ، كان حافظاً للتواريخ ، وخبيراً بأنساب العرب وأخبارهم وأيامهم ووقائعهم .
له كتب ، منها : الكامل في التاريخ ، اُسد الغابة ، تاريخ الموصل ، ولد في سنة ٥٥٥ هـ بجزيرة ابن عمر ، ومات سنة ٦٣٠ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٣ : ٣٤٨ / ٤٦٠ ، سير أعلام النبلاء ٢٢ : ٣٥٣ / ٢٢٠ .
(٢) لم نعثر على قوله .
(٣) هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران ، يكنّى أبا محمّد ، الإمام الكبير ، قال : أدركت نيفاً وثمانين نفساً من التابعين ، له كتب ، منها : تفسير القرآن ، وجوابات القرآن ، ولد بالكوفة سنة ١٠٧هـ ، ومات سنة ١٩٨هـ بمكّة ودفن بالحَجون .
انظر : كتاب التاريخ الكبير ٤ : ٩٤ / ٢٠٨٢ ، الثقات ٦ : ٤٠٣ ، وفيات الأعيان ٢ : ٣٩١ / ٢٦٧ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٤٥٤ / ١٢٠ ، تهذيب التهذيب ٤ : ١٠٤ / ٢٠٥ .
(٤) هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن فرّوخ التيمي ، يكنّى أبا عثمان ، المعروف بربيعة الرأي من الفقهاء بالمدينة ، أدرك بعض الصحابة والأكابر من التابعين ، وعنه أخذ مالك ، وكان كثير الحديث ، مات سنة ١٣٦ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٢ : ٢٨٨ / ٢٣٢ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ٤١٧ ، سير أعلام النبلاء ٦ : ٨٩ / ٢٣ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٢٢٣ / ٤٩١ .
(٥) تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ٤٢١ ، سير أعلام النبلاء ٦ : ٩٠ .
(٦) هو شعبة بن الحجاج بن الورد واسطي الأصل ، يكنّى أبا بسطام ، من علماء