وصرف
مير والأنموذج.
ومدير المكتب سيّد جليل يسمّى (آقا سيد
كاظم) فلم أبرح إلاّ قليلاً ، فأخرجني منه وأودعني عند أحد الطلاّب من مدرسة
محمّدية التي تحاذي المسجد الجامع ، فعلّمني صرف مير وشرح التصريف والأنموذج
في أزمنة قليلة.
ثمّ إنّ السيّد الجليل إمام الجماعة
الحاج السيّد علي من أصدقاء والدي وله ابنٌ يسمّى بـ : (سيّد آقا) كان كسلاً في
التحصيل ، راغباً بالتعطيل ، فاستدعى السيّد المذكور أن يجعلني تلميذاً عنده لأكون
شريكاً مع ابنه في الدرس والبحث ، زعماً بأنّه بالمصاحبة والمباحثة والتذكار يصير
مشتاقاً إلى التحصيل ، لقرب الجوار والاستيناس ببرهة من الليل وطول النهار ، نقرأ
عنده السيوطي
وشرح النظام ، لكن ما كان
مصاحبتي لابنه موثّراً للتشويق.
وأحسّ والدي أنّ تحمّل بعضَ خدمات جناب
السيّد ، الذي كان يجعله في عهدتي ممّا لا يليق ويصير موجباً للتعويق ، فأخرجني من
عنده وأودعني عند واحد من طلاّب مدرسة ملاّ آقا رضا ، اسمه ملاّ عزيز الله ، من
أهل (طالقان) وكان رجلاً فاضلاً عالماً بالأدبيّات والتفسير والفقه ، من تلامذة
العالم العامل النبيل والفقيه ، السيّد إسماعيل البهبهاني
من تلامذة صاحب الجواهر
، فتعلّمت عنده الجامي
والشرائع في الفقه ، وكان ملتزماً بأن يرجع في
الربيع والصيف إلى وطنه
__________________