٤٥٠هـ) في حواره ومناظرته مع أبي النصر المنازي (ت٤٣٧هـ) (١) ؛ ومجالس البحث بين أُسقف إيليا بارشينايا (٩٧٥ ـ ١٠٤٦م) وأبي القاسم الحسين بن علي المعروف بالوزير المغربي (٣٧٠ ـ ٤١٨ هـ) في مدينة ميافارقين(٢). حتّى أنّ كاميلا أدنغ سعت في كتابها(٣) لتبيّن بأنّ شخصاً مثل الباقلاّني (ت ٤٠٣هـ) في بحوثه في موضوع إعجاز القرآن والدفاع عن حقّانية نبوّة الرسول الأعظم في كتاب تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل كان على علم كامل بانتقادات اليهود مثل قرقساني وسعديا بن يوسف الفيّومي المعروف بـ : سعديا جاؤون وقد تعرّض لهما بالنقد والردّ.
العامل الثاني
المساعي الأدبية والكلامية الأولى للمعتزلة وإعجاز القرآن
بعد أن انتهينا من موضوع المحاججات الإسلامية ـ المسيحية في بلاد الشام والعراق وكونها العامل الأوّل في تبلور موضوع إعجاز القرآن ، فإنّ العامل الثاني الذي ساهم في تبلور هذا الموضوع هو كثرة التشكيك والهواجس الكلامية لمتكلّمي المعتزلة في القرن الثالث. فمن الواضح أنّ المعتزلة ـ وبشكل كلّي مخالفو أهل الحديث ـ كانوا من الجماعات الإسلامية الأولى التي طرحت التساؤلات الكلامية في باب الذات والماهية ومباني فهم القرآن ، وإنّ التساؤل عن حدوث أو قدم القرآن ، والتشكيك في حجّية خبر الواحد ، وجواز الفهم والتفسير
__________________
(١) انظر : ٢/٧٠٧ ـ ٧١٣ Thomas,.
(٢) انظر : Thomas, ٢/٧٣٠ ـ ٧٣٥.
(٣) انظر : Adang, pp.١٧٩ ـ ١٨٤.