النظم إلاّ أن تضع
كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو ، وتعمل على قوانينه وأصوله ، وتعرف مناهجه
التي نُهِجَتْ ، فلا تزيغ عنها وتحفَظ الرسوم التي رُسمتْ لك فلا تُخلَّ بشيء
منها».
وتتجلّى الدلالة التركيبية في الجملة ، سواءً
كانت فعلية أو اسمية ، وقد تكفّل بدراستها علم النحو ، وقد عرّفها النحويّون بأنّها
«الكلام الذي يحسن السكوتُ عليه»
، وقد «عُنِي هؤلاء العلماء بدراستها من حيث بنيتها السطحية ، وبنيتها العميقة ، فقد
حرصوا على أن يبيِّنوا كلَّ ما يتعلّق بأساليب الكلام العربي ، وإظهار خصائصه
النحوية والبيانية ، والإشارة إلى مواطن الحسن والقبح فيه».
وعملهم هذا كان عن طريق دراسة العلاقات
القائمة بين مفردات التركيب ، فمن تحليل النصّ يُعرَف الفاعلُ من المفعولِ ، والمسندُ
من المسندِ إليه ، وختاماً المعنى المقصود من هذا التركيب ، وهي الغاية الأساسية
للغة ، فإنّما وُضِعَت
اللغة لوظيفة معيّنة ، وقد بيّن ابن جنّي هذا المعنى بقوله : «اللغة أصوات يعبِّرُ
بها كلّ قوم عن أغراضِهم».
هذا وقد درست بعض مظاهر الدلالة
التركيبية في نصّ دعاء الثغور للإمام السجّاد عليهالسلام
، فقسّمتها على مطلبين :
__________________