وبعض العناصر المحدّدة للنظرة الأفلاطونية الحديثة العالمية ، وفي صلتها مع النظرة الدينية الإسلامية العالية .. وأسمى ابن سينا النظام الفلسفي الجديد الذي كان ينشده بـ : (الحكمة أو الفلسفة المشرقية).
ويمكن تقسيم النظام الفلسفي عند ابن سينا إلى (٤) أقسام : علم الوجود ومعرفة الله (الإلهيّات) ، وعلم الكونيّات ، وعلم النفس ونظرية المعرفة ، والنزعة العرفانية»(١). ولا يمكننا استيعاب أبحاث هذه الأقسام الأربعة في النظام الفلسفي الذي أرساه ابن سينا ، ونقل النصوص من تراثه الفلسفي(٢) ، وإنّما نشير إلى أنّ هذا الفيلسوف الكبير قد ترك بصماته الواضحة على الدرس الفلسفي في الحوزات العلمية عامّة ، وفلاسفة وحكماء إيران ، وحوزة إصفهان خاصّة ، فنجد الكثير من هؤلاء قد كتب الحواشي والتعليقات على الكتب الفلسفية للشيخ الرئيس ، وبعضهم تبنّى النظام الفلسفي الذي ابتدعه ودرّس هذا النظام وشرحه.
يقول أحد الباحثين : «لم يخطئ كبد الحقيقة أولئك الذين ينظرون إلى ابن سينا كأحد أعظم فلاسفة العالم طوال التاريخ ، وتكشف أفكاره الراقية وآثاره القيّمة عن أنّه كان يتميّز بنبوغ خاصّ .. ولا شكّ في أنّه وعلى غرار سلفه الفارابي ، قد لعب دوراً أساسياً في الجمع بين الفلسفة والدين ، واستطاع عن هذا الطريق أن يخلق تيّاراً فكرياً عظيماً عُرِف باسم الفلسفة الإسلامية»(٣).
__________________
(١) انظر : دائرة المعارف الإسلامية الكبرى ٣ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.
(٢) انظر : المرجع نفسه ٣ / ٣٠٨ وما بعدها.
(٣) حركة الفكر الفلسفي في العالم الإسلامي ١ / ٤٨١.