ودراسة معاني الألفاظ من المعاجم اللغوية ـ كما هو المعروف ـ وإنّما يراد به دراسة النصّ القرآني أو الأدبي من جوانبه اللغوية المتعدّدة ، من حيث الدلالة اللغوية المعجمية ، أو الدلالة الصرفية ، أو النحوية ، أو البلاغية ، أو من حيث علم الإعراب ، أو دراسة الظواهر اللغوية ، كالاشتراك والترادف ، والتضادّ ، والقلب ، وغيرها ، ومن حيث القراءات القرآنية ، فكلّ هذه الموارد استخدمها الشريف المرتضى في تفسيره لكلام الله تعالى المجيد ، وحتّى في شرحه للأحاديث الشريفة ، كما اشتمل تفسيره على شروح وافية لكثير من الغريب ، وقد أماط اللثام عن معانيه بما يسوق من شواهد ؛ فيصبح الغريب عنده واضحاً بيّناً. وسنتعرّض فيما يأتي لبعض الشواهد القرآنية من هذا السفر الخالد المسمّى : (غرر الفوائد ودرر القلائد).
المكوّن اللغوي :
هذا الجانب من الجهد اللغوي عند الشريف يكاد يطغى في الآراء التفسيرية عنده ، ففي مثل قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ ...) (١) وفي خضمّ السجال الذي جرى بين المفسّرين ، وبحسب مسبقاتهم العقائدية التي فرضوها أو أسقطوها على النصّ ، فكانت (الواو) في (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) هل هي عاطفة أم مستأنفة ، ويكون ما بعدها جملة استئنافية.
__________________
(١) آل عمران : ٧.