ذكر ابن الغضائري في ترجمة السيّاري : «مُتهالِكٌ ، غال ، مُنْحَرِفٌ» ، وقال النجاشي : « ... فاسد المذهب ، ذكر ذلك لنا
الحسين بن عبيد الله ... أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد
بن يحيى ، وأخبرنا أبو عبد الله القزويني قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن
أبيه قال : حدّثنا السيّاري ، إلاّ ما كان من غلو وتخليط» ، ومع الأسف لم نجد من حقّق في ثبوت هذه التهمة ، أو
جاء بالقرائن والشواهد المؤيّدة لإثباتها ، ومعروف عند المحقّقين الأثبات أنّ
إثبات الغلوّ بالأقاويل أمر مرفوض ، ولاسيّما إذا كان مصدر التهمة شخصاً متشدّداً
في الجرح كابن الغضائري ، وسنأتي على استقراء روايات السيّاري ، ونثبت خلوّها من
شائبة الغلوّ المزعوم.
وقد تنبّه بعض
الباحثين لهذا الأمر ، وأنّ الغلوّ لم يكن إلاّ تهمة كان القمّيّون وبعض
المتشدّدين يطلقونها على الراوي حين لا تكون رواياته متوافقة مع آرائهم الاجتهادية
في مقام أهل البيت عليهمالسلام
، يقول السيّد
حسين البروجردي : «والسيّاري ممّن رموه بالضعف ، لما نسب إليه من الغلوّ. هذا ،
وقد عرفت منّا سابقاً أنّ كثيراً ممّن نسب إليهم الغلوّ كان لهم عقائد صحيحة متقنة
، غاية الأمر أنّ بعض الشيعة كانوا لقصورهم في بعض العقائد ربّما يعدّون بعض
العقائد الكاملة الصحيحة غلوّاً وإفراطاً ؛ فلا يلتفت إلى كثير ممّا ينسب إلى
الأصحاب من الغلوّ والإفراط».
__________________