المنجزة على مدى العصور في الحائر الحسيني ، يقول في الختام :
«أمّا التذهيب الثالث للقبّة السامية فإنّه كما تجده مكتوباً على القسم الأسفل من القبّة السامية فوق الشبابيك المطلّة على داخل الروضة بسطر من ذهب في ضمن الآيات القرآنية المكتوبة في الكتيبة حول القبّة ، وكذلك توسيع الصحن من ناحية الغرب وتشييد الجامع الناصري العظيم فوق الرأس ، فكان ذلك كلّه على عهد ناصر الدين شاه حفيد (فتح علي شاه) ، وذلك في أوائل الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري ، أي قبل ما يُقارب التسعين سنة.
وذلك أنّ الشاه في سنة (١٢٧٦ للهجرة) وجّه كبير علماء إيران المرحوم الشيخ عبد الحسين الطهراني رحمهالله بأموال طائلة إلى كربلاء لإجراء ما يلزم للعتبات المقدّسة من الإصلاح والتجديد والتعمير كما جاءت خلاصة ذلك في تحفة العالم(١) : في سنة (١٢٧٦ [للهجرة]) جاء الشيخ عبد الحسين الطهراني إلى كربلاء بأمر السلطان ناصر الدين القاجاري وجدّد تذهيب القبّة الحسينية وبناء الصحن الشريف وبناء الأيوانات بالقاشاني الملوّن ، وتوسعة الصحن من جانب فوق الرأس المطهّر. ولمّا فرغ من ذلك مرض في الكاظمين ، وتوفّي سنة (١٢٨٦ [للهجرة]) ونقل إلى كربلاء.
وهناك مسجد في حرم أبي عبد الله الحسين عليهالسلام منسوب إلى الشيخ ، ويبدو أنّه كان يؤمّ صلاة الجماعة فيه :
«قصدت مسجد جناب العلاّمة الفريد الشيخ عبد الحسين الطهراني قدسسره
__________________
(١) تحفة العالم : ٣٠٨.