وتصوّر (الأشجار) وغيرها من الموجودات الخارجية ، وقد لا يوجد في الخارج ، كتصوّر
(طائر العنقاء) و (اجتماع النقيضَيْن) وغيرها من المفاهيم الذهنية التي يمكن تصوّرها
في الذهن دون أنْ يكون لها تحقّق في الخارج ، فهو تصوّر مجرّد «لا يستتبع جزماً ولا
اعتقاداً».
وعوداً إلى الجزئي
والكلّي ، فلبيانهما نورد التوضيح الآتي تقريباً للفكرة قبل تبيان تعريف الشيخ مَيْثَم :
إنّ الإنسان ليدرك
الموجودات التي تحيط به ويعيها بما يرسم في ذهنه صورة لها ، نحو : هذا الكتاب ، وهذا
القلم ، ويوسف (حال كوْنه موضوعاً علماً لشخص معيّن) ... إلخ ، وإذا تأمّلها يجد أنّ
كلاًّ منها لا ينطبق على فرد آخر ، فهي موضوعة لذلك المعيّن دون سواه ، وهو المفهوم
(الجزئي).
ثمّ إنّ الإنسان
إذا أدرك جزئيّات متعدّدة ، وقاس بعضها إلى بعض ، فوجد أنّها تشترك في أمر ما أو عدّة
أمور ، انتزع منها صورة أحد تلك الأمور التي تشترك فيها جميعها ، كما لو رأى (خيلاً)
و (نسراً) و (سلحفاةً) ، فإنّ للذهن أنْ ينتزع أمراً تشترك فيه هذه الأمثلة الثلاثة
، وهي (الحيوانية) ، فإذا انتزع الذهن «مفهوماً شاملاً ينطبق على كلّ واحد منها ، فإنّ
هذا المفهوم الشامل أو (الصورة المنتزعة) هو المفهوم (الكلّي)».
__________________