٣ ـ ثمّ يدخل في موضوع الشفاعة ويقول : «ورد عندنا في الحديث : (شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي) أو في تعبير آخر : (لمن لم يشرك بالله شيئاً) وأبو طالب فقد شملته الشفاعة وفقاً لرواية (الشفاعة) الصحيحة ، فإن قلنا بأنّ عدم تلفّظه بالشهادتين معصية منه فإنّ الشفاعة تشمل المعاصي حتّى الكبيرة منها إلاّ الشرك لا تشمله الشفاعة؛ ويمكننا أن نحمل قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (أرجو له من ربّي كلّ خير) حين سئل : (أترجو لأبي طالب خيراً؟) على أنّه معنى آخر للشفاعة فتشمله رضياللهعنه ».
٤ ـ يذكر الروايات التي أوردها ابن حجر العسقلاني في الإصابة في ترجمة أبي طالب على عدم إيمانه ويردّ عليه بأنّ هذه الروايات إمّا أنّها تدلّ على إيمانه أو أنّها لا تدلّ على عدم إيمانه :
أ ـ يذكر روايات صلاة أبي طالب ويردّ عليها : أنّ الصلاة لم تكُ واجبة في تلك الفترة الزمنية.
ب ـ يذكر ما شكته قريش إلى أبي طالب في قولها : «إنّ ابن أخيك هذا قد آذانا ...» وقول أبي طالب : «والله ما كذب ابن أخي قطّ» وأنّه دليل على تصديق أبي طالب بما أتى به رسول الله من الله تبارك وتعالى.
ج ـ يذكر حديث طلب الدعاء من رسول الله(صلى الله عليه وآله) لشفاء أبي طالب من مرضه الذي كان فيه ، ويعتقد أنّ قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) في جوابه يدلّ على صدق إيمان أبي طالب فيقول : «وذلك كما شرط لسائر المسلمين استجابة دعائهم عند الله ما أطاعوا أوامره ونواهيه».