مقدّمته ، إذ يقول : إنّ لعمل الشعر شروطاً ، ومن هذه الشروط أن يحفظ مريد هذا الفن من الشعر السابق «حتّى تنشأ في النفس ملكة ينسج على منوالها ... ومن كان خالياً من المحفوظ ، فنظمه قاصر ردي ... وربّما يقال : إنّ من شرطه نسيان ذلك المحفوظ ... فإذا نسيها وقد تكيّفت النفس بها ، انتقش الأسلوب فيها كأنّه منوال يأخذ بالنسج عليه بأمثالها من كلمات أخرى ضرورةً»(١).
وسيكتفى بنقل بعض ملامح هذه النظرية ؛ لأنّ ليس من غرض البحث الخوض في تفاصيل هذا الفصل ، ولعلّ ما يفيد في هذا الجانب ما ورد في رسالة الدكتورا التي بعنوان : (التناص في النقد العربي القديم) من إعداد فاطمة محمّد البريكي ، وإشراف الدكتور ناصر الدين الأسد ، وفيها قسّمت الملامح النظرية للتناص في قسمين ؛ هما : المصطلحات ، والقضايا النقدية(٢) ، وقسّمت الباحثة ملامح نظرية التناص في النقد القديم بقسمه الأوّل (المصطلحات) إلى قسمين ؛ هما :
١ ـ ملامح التناص الإستاتي : هو التناص الذي ينطوي على بعد سكوني ، سلبي ، يهبط بالمستوى الفنّي للنصّ ، وهو عبءٌ على النصّ
__________________
(١) مقدّمة ابن خلدون ٢/٤٠٠ ـ ٤٠١ ـ بتصرّف.
(٢) التّناصّ في النّقد العربيّ القديم : الفهرس.