« الإتقان فى علوم القرآن (١) » وفى الفصل الذي عقده للحديث عن حقيقة القرآن ومجازه يقول هذه العبارة عن المجاز القرآنى : ( وقد أفرده بالتصنيف الإمام عز الدين بن عبد السلام ، ولخصته مع زيادات كثيرة فى كتاب سميته مجاز الفرسان ، إلى مجاز القرآن ) .
فكيف نعلل إغفال السيوطي لذكر كتابه هذا عن مجاز القرآن فى ثبت مؤلفاته الذي ذكره فى ترجمة حياته فى كتابه « حسن المحاضرة » ؟ يبدو أن العلة من اليسر والوضوح بحيث لا تثير شكا ولا خلافا ولا إلغازا ؟ فقد كتب السيوطي كتابه « حسن المحاضرة » قبل أن يؤلف « مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن » ، الذي يبدو أنه صنفه بأخرة من عمره ، ومن هنا لم يدرجه فى ثبت مؤلفاته لأنه كان لا يزال مستكنا فى طوايا المجهول المغيّب.
على أن ابن شاكر الكتبي لم يذكر فى « الوافي بالوفيات (٢) » ـ وهو يترجم لعز الدين ابن عبد السلام ـ أن له كتابا فى « مجاز القرآن » مع أنه ذكر له « القواعد الكبرى » و « القواعد الصغرى » و « مقاصد الرعاية » و « مختصر نهاية المطلب » وغيرها ، فلما ذا أغفل ابن شاكر الكتبي كتاب مجاز القرآن لعز الدين بن عبد السلام ؟ مع أن موضوع المجازات القرآنية نادر فى التأليف الإسلامى العربي ؟ .
الحق أن هذا الإغفال قد أوقعنا على عشوة من الأمر ، وحيرة من الرأى. وليست هذه بأول حيرة وقعنا فيها ونحن ننقب عن مجازات القرآن فى المصادر والمراجع ، فقد أوقعنا حاجى خليفة ـ صاحب كشف الظنون ـ فى حيرة أخرى وهو يذكر لنا فى حرف التاء من حروف المعجم كتابا باسم « تلخيص البيان عن مجازات القرآن » للشيخ رضى الدين العزى ! ! فما هو هذا الكتاب الذي يتفق اسمه واسم كتاب الشريف الرضى الذي نقدمه اليوم إلى القراء الكرام محققا مصححا مفهرسا ؟ ومن هو الشيخ رضى الدين
__________________
(١) الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ج ٢ ص ٣٦
(٢) الوافي بالوفيات ج ١ ص ٢٨٨.